عقد جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوتَه الثقافية السابعة عشرة والأخيرة بالمعرض هذا العام، بعنوان: "المدرسة الحديثيَّة في العصر الحديث ... مدارسها واتجاهاتها"، بمشاركة د. صلاح الدين الشامي، عضو مكتب إحياء التراث بالأزهر الشريف.

وخلال الندوة قال د. صلاح الشامي، إنَّ علم الحديث هو علم شريف؛ من تعلَّق به فقد تعلق بالنبي ﷺ، ومَن تعلق بالنبي ﷺ فقد تعلق بخيري الدنيا والآخرة، لافتًا إلى أن الصحابة - رضوان الله عليهم- اجتهدوا في نقل السنة النبوية كما سَمِعُوها من النبي ﷺ حتى قاموا بأدائها لمن جاء بعدهم.

ولفت عضو مكتب إحياء التراث في الأزهر إلى أهمية دراسة علوم الحديث والتعلق بها؛ لارتباطها بسائر العلوم، فالفقيه والمفسِّر والأصولي والمتكلِّم وأصحاب الفنون الشرعية المختلفة لا يَنبغُون في تخصصاتهم إلا إذا أخذوا بحظٍّ وافر من السنة النبوية وعلومها.

وأوضح الشامي أن كتب علوم الحديث باعتبارها كتبًا مستقلةً قد ظهرت عندما كثرت الشبهات من الروافض والمعتزلة والجهمية، فجاءت هذه الكتب للرَّدِّ عليها، إلى أن وصل هذا العلم درايةً وروايةً إلينا وبدأت تتشكل حوله المدارس الحديثية المعاصرة، لافتًا إلى أن النبي ﷺ قد أشار إلى قضية نقد الأخبار وتمييز الصحيح منها حين قال: "نَضَّرَ اللَّهُ امرَءًا سَمِعَ مقالتي فأدَّاها كما سَمِعَها، فربَّ مبلَّغٍ أوعى لَهُ من سامِعٍ"، فإنَّ في هذا الحديث إشارة إلى قضية نقل الحديث من جهة ونقد الحديث من جهة أخرى؛ حتى يصلنا الحديث بدون شوائب وبدون زيادة أو نقصان.

وأوضح الشامي أن للمدرسة الحديثية في الأزهر جهودًا كبيرة في تحقيق الحديث وعلم المصطلح ومناهج المحدثين وشروح الحديث النبوي، مشيرًا إلى  أن للأزهريين جهودًا يفاخرون بها، كان لهم فيها السبق والتميز، مطالبًا بمزيد من النشاط من المجالس الحديثية بالجامع الأزهر في مجالس الرواية والسماع وأن تختتم فيه الكتب الستة في الحديث بشكلٍ سنويٍّ.

ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير حتى 6 فبراير 2024؛ حيث يضم الجناح عددًا كبيرًا من الإصدارات المتميزة للمجلس، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الندوات والأنشطة والفعاليات التي تركِّز على نشر قيم الخير والمحبة والسلام والتعايش المشترك بين جميع البشر.

ويقع جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بجوار جناح الأزهر الشريف، في قاعة التراث رقم (4)، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بالتجمع الخامس.