بيانات صحافية

بيانات صحافية أصدرها المجلس

Share
3/5/2020

الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين: العولمة حين تحاول أن تصبغ العالم بلون واحد فهي تلغي تراث الشعوب وتاريخها


قال الدكتور سلطان الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، خلال كلمته في المؤتمر الدولي «أبو منصور الماتريدي والتعاليم الماتريدية: التاريخ والحاضر» الذي يعقد في أوزباكستان، إن العولمة حين تحاول أن تصبغ العالم بلونٍ واحدٍ، فهي تتجاهل أنه لا بد لأيِّ وطنٍ من ثقافةٍ خاصةٍ به تميزه عن غيرِه، وهي بذلك تلغي تراثَ الشعوبِ وتاريخَها، ومع الزمن تُطْمَسُ الهوية الوطنية للمجتمعات.

وأضاف الدكتور سلطان المريثي، أن الدين هو الملاذُ الآمنُ لجميع المجتمعات في تشكيلِ ثقافتِها والحفاظِ على هويتِها؛ مبينًا أن هوية الفرد في المجتمعات تتشكل من  الإيمان بعقيدَتِه،  وتتشكلُ، تبعًا لذلك؛  مفاهيمُه للوجودِ والحياةِ، ويضبطُ به أمورَ حياتِهِ،  وخصوصاً من خلالِ الالتزامِ بالقيمِ الحميدةِ والأخلاقِ الفاضلةِ.

وأكد أمين عام مجلس حكماء المسلمين أن الدين في الفكر الإسلامي بمصادره الصحيحة هو الأساس الأول الذي تقوم عليه، وتأخذ منه مادتَها العلمية والثقافية، وتستمد منه ذاتيتَها، ووجهتَها، وتصوراتِهَا، وقِوامَ شخصيتِها، وتعتمد عليه في نقد التراث البشري، ومواجهةِ التحدياتِ التي تعترض سبيلَ المحافظةِ على هويتِها من الذوبانِ في غيرِها، وهو العاصمُ لها منَ الانحرافِ عن الطريق السويِّ، أو الاندثارِ مع الثقافاتِ الدخيلةِ التي لا تخدمُ الروحَ ولا تنسجِمُ مع الهويةِ الوطنيةِ وتتعارضُ مع القيمِ الأخلاقيةِ؛  وبذلك يتحققُ الصمودُ أمامَ متغيراتِ الحياةِ، وأمامَ الذوبانِ في غيرها من الثقافاتِ الأخرى، ذوبانٌ يهدم الأصولَ وينسفُ الركائزَ.

وأوضح الدكتور سلطان الرميثي أن أهميةَ هذا المؤتمر في تشكيل دعامةٍ قويةٍ لتأصيلِ الفهمِ الصحيحِ لكتابِ الله عز وجل، وسُنَّةِ رسوله  صلى الله عليه وسلم، والتفقُّهِ في الدين، واستيعابِ التاريخ الإسلامي، وحلِّ المعضلاتِ المعاصرةِ للمجتمعِ، من خلال العودةِ إلى الفهم السليم؛ وهو شرعُ الله  تباركَ وتعالى، مضيفًا أن قيام الثقافةِ الإسلاميةِ في جمهوريةِ أوزبكستان  على المصادر الصحيحة -وهي كما نعلم بلدُ الإماميِن البخاري والماتريدي- جعل أوزبكستان  تتميز عن الثقافاتِ الأخرى.

وأشار الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين إلى ما طرحَهُ فضيلةُ الإمام الأكبر شيخ؛ الأزهر الشريف، من أهميةِ مشروعِ إحياءِ تراثِ العلماءِ الأوائل؛ إحياءٌ لا يقف عند عتبات النص، بل يتعداه إلى إحياءِ المنهجِ العلميِّ الرصينِ جنباً إلى جنبٍ مع الآدابِ الإسلاميَّةِ، هو التنويرُ الذي يمكنُ العقلَ من فهمِ النصِ ومخاطبَةِ النفسِ البشريةِ بالحكمَةِ والقولِ الطيِّبِ.

ذات صلة

بيانات صحافية

نشرتنا البريدية