الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين يدعو إلى التشبُّث برسالة الأديان في مواجهة أزمة التغير المناخي.. وإدراج القضيَّة في مناهج التعليم .. ودعم جهود مصر والإمارات في COP 27, 28

أكَّد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبدالسلام، على أهميَّة دور الشباب في صناعة المستقبل ومواجهة التَّحديات التي تهدِّد عالمنا المعاصر، والتي يأتي في مقدمتها أزمة التغيُّر المناخي، مشيرًا إلى أنَّ الشباب هم أمل المستقبل، والقوة القادرة على حماية مجتمعاتهم وإنقاذها من الدمار البيئي الذي يهدِّدها، داعيًا إلى  ضرورة التشبُّث برسالة الأديان عند مواجهة هذه الأزمة، وإدراجها في مناهج التعليم للتوعية بخطورتها، ودعم جهود مصر والإمارات في مؤتمري COP 27, 28  لبناء سياسات وإستراتيجيَّات حاسمة للتصدِّي لهذا الخطر الذى يهدِّد البشرية جمعاء.

وخلال مشاركته في ندوة بعنوان: "دور الشباب من أجل بيئة أفضل"، التي عُقدت بجناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض الكتاب الإسلامي في دورته الحالية بإندونيسيا، أعربَ المستشار محمد عبدالسلام عن تقديره للدَّورِ الكبير الذي  يقوم به قادة الأديان في العالم لمواجهة أزمة التغيُّر المناخي، مذكِّرًا بقمَّة نداء المناخ التي دعا إليها قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، العام الماضي، والتي حضرها فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والعديد من قادة الأديان؛ حيث أُطِلقَ "نداء حماية البيئة".

وأوضح الأمين العام أنَّ مجلس حكماء المسلمين يقود جهودًا كبيرة من أجل عالم أفضل وأكثر انسجامًا وتناغم للجميع؛ مسلمين وغير مسلمين، على حدٍّ سواء، من أجل تعزيز التعايش السلمي ومواجهة التَّحديات التي تواجه عالمنا اليوم، لافتًا إلى أنَّ قضية التغير المناخي ستكون على رأس القضايا التي سيناقشُها منتدى صنَّاع السلام المزمع إقامتُه العام المقبل، كما يَعملُ مجلس حكماء المسلمين عن كَثَبٍ لتنسيق الجهود مع المؤسسات المعنيَّة؛ من أجل التوعية بخطورة هذه القضيَّة وإدراجها في مناهج التعليم المختلفة، مشيدًا بدور جامعة الأزهر التي اتخذت خطوات في هذا الاتجاه.

وأضاف الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أنَّه على الجميع العملُ على بذل جهدٍ أكبر للتَّوعية بخطورة هذه القضيَّة، مستشهدًا بقول الإمام الطيب، بأنَّ "هذا التحدي في حماية البيئة والتغيير المناخي لا بدَّ أن يتشاركَه الجميع؛ مجتمعات وشعوب ومسئولون وشباب وأطفال، ولا يقفون مكتوفي الأيدي، وعلى الجميع أن يبادر باتِّخاذ خطوات حقيقيَّة لمواجهة أزمة تغيير المناخ"، مشيدًا بالطفلة الهندية لسيبريا كانوجام؛ التي تبلغ من العمر 10 سنوات، والتي أسست قبل عامين حركةَ الطفل؛ المعنيَّة بالدِّفاع عن الطفل وعن العدالة المناخية والاهتمام بقضية التغيير المناخي، مضيفًا: "سعدتُ وتشرَّفت بلقائها، وهي طفلةٌ واعدةٌ ورائعةٌ، وأعدُّها أحدَ الأبطال الخارقين؛ حيث تقوم حاليًا بعملٍ لا يستطيع أن يقوم به من هو أكبر منها سنًّا".

ودعا المستشار محمد عبدالسلام إلى ضرورة دعم جهود جمهورية مصر العربية في مؤتمر " cop27 " المقرَّر انعقاده في شهر نوفمبر المقبل؛ باعتباره من أهم الخطوات القادمة التي يُعوِّل عليها العالم لبناء سياسات واضحة للتعامل مع هذه القضيَّة المهمة، ومن خلاله ستُوضَعُ خطط وإستراتيجيَّاتٌ للحدِّ من تفاقم ظاهرة التغير المناخي، وكذلك الجهود الكبيرة التي تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة لمواجهة أزمة التغير المناخي؛  حيث  تعمل من الآن  على تحضيرات مؤتمر "cop 28 "  الذي من المقرَّر أن تستضيفه دولة الإمارات العام القادم.

وفي ختام كلمته، توجَّه المستشار محمد عبدالسلام بالشكر لجمهورية إندونيسيا على تنظيم هذا المعرض المتميِّز، ومعالي شما المزروعي وزيرة الشباب بدولة الإمارات، التي تقوم بدور متميِّز في إلهام الشباب ومنحهم الأمل ليستمرُّوا في معالجة ودعم قضاياهم وصناعة مستقبلهم.

كما توجَّه بالشكر لمكتب حكماء المسلمين بإندونيسيا الذي يقوم بدورٍ مهمٍّ في تعزيز دور المجلس ونشر أهدافه في أسيا بقيادة فضيلة الشيخ الجليل محمد قريش شهاب عضو مجلس حكماء المسلمين .

ويشارك مجلس حكماء المسلمين -للمرة الأولى- بجناحٍ خاصٍّ في معرض الكتاب الإسلامي بإندونيسيا 2022م، في الفترة من 3 أغسطس حتى 7 أغسطس، وذلك انطلاقًا من رسالة مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الهادفةِ إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم.

ويقع جناح مجلس حكماء المسلمين بالمعرض في قاعةA  بمركز جاكرتا للمؤتمرات بالعاصمة الإندونيسيَّة جاكرتا.