الأخبار

اخر اخبار المجلس

Share
10/6/2022

أ.د/ أحــمد الطـيــب شـيخ الأزهــر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال كلمته بمناسـبة الاحتفــال بذكرى المولـد النبـوي الشــريف: "تعاليم مدرسة النبوَّة المحمديَّة هي خريطة النجاة"


قال أ.د/ أحــمد الطـيــب، شـيخ الأزهــر الشــريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن العالم اليوم لا يرتاب في أنَّه بات في أمسِّ الحاجة إلى هدي صاحب هذه الذكرى محمد صلى الله عليه وسلم، وهدي إخوانه من الأنبياء والمرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وذلك بعدما خَسِرَ العالم المعاصر رهاناتٍ عاش على وعودها البراقة في إقرار السلام وإنهاء الحروب، ما يقارب أربعة قرونٍ طوالٍ، إن يكن تحقق للإنسانية فيها من الرقي المادي ما لم يتحقق لها منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، فإنها في سباقها المادي المحموم عانت -ولا تزال تعاني- من فراغٍ هائلٍ في المعنى، وفي القيم والقواعد الأخلاقية، وبحيث أصبحت الأزمة أزمةً أخلاقيةً بوجه عام.


ونبَّه الإمام الطيب -خلال كلمته  بمناسـبة: «الاحتفــال بذكرى المولـد النبـوي الشــريف» 2022م-  أن مبدأ التراحم أول ضحية خَسِرَها إنسان اليوم، بعدما ضرب به عَرْضَ الحائط، وهو يهرولُ نحو التعبُّد بأصنام الأنانية والأثرة وتأليه الإنسان وتقديم رغباته الخاصة وشهواته الجسدية، وتحرره من ضوابط الدين، وقيود الأخلاق الراقية، لافتًا إلى أن وفرة المال وقوة الاقتصاد، وتجارة السلاح أصبحت هي المعيارَ الذي لا معيار غيره في تمييز الخير من الشر والحسن من القبح، بل أصبح الحكم الذي لا رادَّ لقضائه في نزاعات عالـمنا وصراعاته وحروبه التي إن دقَّت طبولها -لا قدر الله!- فإنها ســــتعود بحضارة اليـــــوم وربما -بين عشيةٍ وضحاها- إلى ما قبل حضارة القرون الوسطى.


ولفت رئيس مجلس حكماء المسلمين إلى الأهميَّة القصوى لمبدأ التراحم في استقرار حياة الأفراد والمجتمعات، الذي نبحث عنه اليوم كما يبحث الأعمى عن قبعةٍ سوداء في حجرٍة مظلمةٍ، هو من أخص خصائص شخصية صاحب هذه الذكرى العطرة، صلوات الله وسلامه عليه، مشيرًا إلى أن مظاهر «رحمته» تستعصي على العد والحصر والإحصاء، فقد كان لهذه الرحمة فضل على التاريخ حين أنقذت بعثة نبي الإسلام أمما كانت على وشك الاحتضار أو الانتحار.


ذات صلة

الأخبار

نشرتنا البريدية