أخبار

image
مجلس حكماء المسلمين يشارك في فعاليات المؤتمر الثَّامن لقادة وزعماء الأديان العالمية والتقليدية بكازاخستان

١٧ سبتمبر ٢٠٢٥

 

شارك مجلس حكماء المسلمين في فعاليات المؤتمر الدولي الثامن لقادة وزعماء الأديان العالمية والتقليديَّة، الذي تستضيفه العاصمة الكازاخية أستانا، خلال الفترة من 17: 18 سبتمبر الجاري، بحضور عددٍ من أبرز قادة ورموز الأديان حول العالم، وذلك برعاية الرئيس قاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان.

وفي كلمته، خلال الجلسة الرئيسيَّة للمؤتمر، أكَّد سعادة المستشار محمد عبد السلام، أن انعقاد هذا الملتقى البارز هو تأكيد لرؤيتنا المشتركة للحوار باعتباره أبعدَ من مجرد عبارات تتبادل، بل هو ثقافة تؤسس بكل ما تتطلبه من الشجاعة والإصرار خاصة؛ حيث يكون الحوار المقصود حوارًا بين الأديان التي لا تشكِّل مجرد طقوس وشعائر، بل رؤًى متكاملة للذَّات الإنسانيَّة والآخر وللقيم الأخلاقية التي توجهها في بناء تعامل راق وعلاقة إنسانية راشدة وبنَّاءة.

وأضاف سعادته، أنَّ مجلس حكماء المسلمين قد واكب منذ البداية هذا المسار من الحوار؛ حيث عَمِلَ لسنوات على ترسيخ قيم الحوار بين الأديان من خلال إطلاق عدد من المبادرات العالمية، وفي القلب منها وثيقة الأخوة الإنسانيَّة التاريخية، التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، والراحل البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية السابق، في أبوظبي عام 2019، وكذلك مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي لتعزيز الحوار بين كافة مكونات الأمة.

وأوضح أنَّ مجلس حكماء المسلمين أطلق أيضًا وثيقة "نداء الضمير: بيان أبوظبي المشترك لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ"، ونظَّم لأوَّل مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف جناح الأديان في COP28 و COP29 ، كما يعمل الآن مع الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان لإطلاق وثيقة "أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي"، هذا التطور المهم والمفيد للبشريَّة الذي في ذات الوقت يحتاج إلى إطار قيمي وأخلاقي يُسهمُ في تحقيق الاستفادة الأمثل للجميع.

وأكَّد المستشار عبد السلام أهمية الدور الذي يمكن أن يقوم به القادة الدينيون في ظل ما يواجهه عالمنا اليوم من حروبٍ وصراعاتٍ، وبصفة خاصة العدوان الظالم الذي يتعرَّض له المدنيون الأبرياء في قطاع غزة، الذي خلَّف عشرات الآلاف من الضحايا والمصابين، فيما يعاني أكثر من مليوني شخص من سياسات القتل والتجويع ومحاولات التهجير القسري، داعيًا قادة ورموز الأديان إلى ضرورة العمل معًا من أجل حشد الأصوات لوقف هذا العدوان، وإيجاد حلول ناجعة للحروب والصراعات حول العالم.

وأعرب مجلس حكماء المسلمين عن تقديره للجهود البارزة التي يقوم بها مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية لتعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل، وتعميق ثقافة التفاهم والاحترام بين المجتمعات الدينية وترسيخها؛ التي من خلالها أرسى المؤتمر أسس تجربته الرائدة منذ انطلاقته الأولى في العاصمة أستانا عام 2003، مشيدًا بما تتميَّز به كازاخستان من ثراء تعدديتها الدينية والثقافية والحضارية في مشهد تاريخي ممتد عبر العصور حتى اليوم.

صور :