واصَل مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خلال عام ٢٠٢٣ تكثيف الجهود من أجل تعزيز الحوار الإسلامي المسيحي، وذلك انطلاقًا من رسالة المجلس الهادفة لتعزيز السِّلم ونشر قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني.
وقد تبنَّى مجلس حكماء المسلمين العديد من المبادرات المهمة لتعزيز الحوار الإسلامي المسيحي، التي تعكس التزام المجلس بنشر روح الاحترام والتعاون المشترك بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة وبناء جسور التواصل وتعزيز دور قادة الأديان في مواجهة التَّحديات العالميَّة.
وفي هذا الإطار جاء تأكيد مجلس حكماء المسلمين على أن التَّحديات التي يواجهها عالمنا اليوم، التي باتت تؤثِّر بشكل كبير على السلام والأمن العالميين، أظهرت الحاجة الماسَّة إلى تعزيز الحوار البنَّاء بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، وذلك انطلاقًا من ما نصَّت عليه وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي عام ٢٠١٩ ، التي دعت إلى احترام وقبول الآخر وتعزيز الحوار والتَّعايش المشترك من أجل مستقبلٍ أفضل للإنسانية.
وانطلاقًا من إيمان مجلس حكماء المسلمين بأهميَّة مواصلة الحوار الإسلامي المسيحي الذي شَهِدَ ٧ جولات للحوار بين الشَّرق والغرب، شَهِدَ عام ٢٠٢٣ جهودًا عديدة من أجل مواصلة هذا الحوار والتَّفاهم المشترك؛ حيث وقع المجلس مذكرةَ تعاون مشترك مع دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان، التي أسفرت عن تشكيل لجنةٍ مشتركةٍ دائمةٍ للحوار الإسلامي المسيحي، والاتفاق على عَقْدِ اجتماعات سنويَّة لتنسيق الجهود والمبادرات المشتركة لتعزيز الحوار والتَّعايش، وقد عقد أول اجتماع للجنة المشتركة للحوار بين مجلس حكماء المسلمين ودائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان، بمملكة البحرين خلال شهر مايو الماضي؛ حيث تمَّ التأكيد على أهميَّة تفعيل دور قادة الأديان وجهودهم في مواجهة التَّأثيرات السلبيَّة للمناخ، بالإضافة إلى مناقشة آليات إشراك المرجعيات والمؤسسات الدينية والاستفادة من الحوار بين الأديان والثَّقافات لدعم العمل المناخي الدولي.
كما شَهِدَ عام ٢٠٢٣ عددًا من اللقاءات الهادفة لتعزيز التَّواصل مع كافة الطوائف المسيحيَّة، وترسيخ أواصر العلاقات الودية والاحترام المتبادل بين أصحاب الديانات والمذاهب المتعددة تحقيقًا للسِّلم والوئام العام؛ حيث جاء في مقدمتها لقاء فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، المطران جورج باتزنج، رئيس مجلس الأساقفة الألمان؛ حيث تمَّ التأكيد على أهمية تعزيز الحوار بين قادة الأديان ورموزها ومواجهة كافَّة أشكال الكراهية والتَّعصب والتَّمييز.
كما أجرى الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين سعادة المستشار محمد عبد السلام، أكثر من زيارةٍ إلى العاصمة الإيطالية روما، التقى خلالها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة من أجل مناقشة إطلاق مبادرة لتفعيل دور قادة الأديان في مواجهة التحديات المناخيَّة، بالإضافة إلى تنسيق الجهود من أجل عقد القمة العالمية لقادة الأديان ورموزها من أجل المناخ، التي صدر عنها "نداء الضمير: بيان أبوظبي المشترك للأديان من أجل المناخ"، الذي وقع عليه فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطَّيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، و ٢٨ من قادة الأديان ورموزها حول العالم، وتنظيم جناح الأديان في COP28 لأوَّل مرةٍ في تاريخ مؤتمرات الأطراف.
وفي هذا السياق أيضًا شَهِدَ عام ٢٠٢٣ عددًا من اللقاءاتِ التَّنسيقيَّةِ للأمين العام لمجلس حكماء المسلمين مع عددٍ من القيادات الدينيَّة المسيحيَّة كان من أبرزها: الكاردينال ميغيل أيوسو، رئيس دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان، وجاستين ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، د. جيري بلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، ونيافة الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية، ونيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، ونيافة المطران الدكتور بيرترام ماير، أسقف أوغسبورغ، والكاردينال مار لويس ساكو، بطريرك الكلدان الكاثوليك؛ وذلك بهدف تعزيز التعاون المشترك، وتنظيم العديد من المبادرات الهادفة لتعزيز دور الشباب في صناعة السلام والتأكيد على دور الأديان في مواجهة التحديات العالمية المعاصرة ونشر قيم الحوار والتسامح والأخوة الإنسانية.
ويواصل مجلس حكماء المسلمين خلال عام ٢٠٢٤ جهوده من أجل تعزيز الحوار البناء والهادف بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة من أجل الإعلاء من صوت الحكمة وتأكيد رسالة السلام والتعايش التي جاءت بها جميع الأديان والشرائع السماوية.