بيانات صحافية

بيانات صحافية أصدرها المجلس

Share
12/16/2022

في كلمته خلال المؤتمر الدولي السابع للحوار بين الثقافات والأديان وبناء الجسور نحو السلام والمنعقد بجمهورية التشيك.. الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين: وثيقة أبوظبي التاريخية للأخوَّة الإنسانية مثَّلت ذروة الحوار بين الأديان


وثيقة الأخوة الإنسانية تُعدُّ من أهم الخطوات التي اتُّخذتْ نحو إرساء السلام في تاريخنا الحديث


مجلس حكماء المسلمين يبذل جهودًا كبيرة لإرساء السلام الدولي وتعزيز قيم التعايش الإنساني


لم تعد الثقافات والخلفيات والمعتقدات المختلفة تمثِّل تهديدًا .. وعلينا أن نتكاتف جميعًا لبناء جسور التواصل نحو مستقبل أفضل


أكَّد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، أنَّ الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة يُعدُّ من أهم القضايا التي يجب التركيز عليها، خاصة في ظل ما يشهده العالم اليوم من تحديات لها تأثيراتها الخطيرة على الأوضاع الإنسانية، مشيرًا إلى أن وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية مثَّلت ذروة الحوار بين الأديان، بالإضافة إلى كونها من أهم الخطوات التي اتُّخِذتْ نحو إرساء السلام في تاريخنا الحديث. 


وقال المستشار عبد السلام، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر الدولي السابع للحوار بين الثقافات والأديان وبناء الجسور نحو السلام؛ المنعقد بجمهورية التشيك بحضور وزير خارجية التشيك ومجموعة من المفكرين وسفراء مجموعة دول التعاون الإسلامي، إن وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وبتنظيم من مجلس حكماء المسلمين، تمثِّلُ الحدث الأهم في تاريخ العلاقات بين الأديان في التاريخ الإنساني الحديث. 



وأوضح الأمين العام أنه منذ هذه اللحظة برزت إرادة مشتركة لتوجيه الأجيال القادمة ليسلكوا طريق التعايش السلمي، وبزغَ مشروع الأخوة الإنسانية، الذي حوَّل مجرد الأقوال على الورق إلى أفعال حقيقية في مجتمعاتنا، وصار مضمون الوثيقة يُدرَّس الآن في المناهج الدراسية في مختلف أنحاء العالم، وأضحى الطلاب يتعرَّفون كل يوم في الفصول الدراسية حول العالم على قيم الأخوة الإنسانية؛ إذ يدرس الوثيقة أكثر من 1.5 مليون طالب في المعاهد الأزهرية، وفي جامعة الأزهر بجمهورية مصر العربية، وأَدرَجَتْ جامعاتٌ ومدارسُ في الإمارات العربية المتحدة ولبنان وإيطاليا والولايات المتحدة وغيرها الوثيقةَ في مناهجها الدراسية، بل إن دولة تيمور الشرقية الواقعة في جنوب شرق آسيا تبنتِ الوثيقة بوصفها إعلانًا وطنيًّا. 


وأضاف المستشار عبد السلام أن يوم التوقيع على الوثيقة أصبح أيضًا يومًا دوليًّا نحتفي به كل عام؛ حيث تبنَّت الجمعية العامة للأمم المتحدة وثيقة الأخوة الإنسانية، وأصدرت قرارًا حدَّدَ يوم الرابع من فبراير ليكون اليوم الدولي السنوي للأخوة الإنسانية، كما كان من مآثر الوثيقة أيضًا أنها ألهمت إطلاق جائزة دولية تُعرفُ باسم جائزة زايد للأخوة الإنسانية، وهي جائزة عالميَّة تحتفي وتدعم الأفراد والمنظَّمات الذين يجسدون قيم الأخوة الإنسانية. وفي السنوات الأربع التي انقضت منذ إطلاقها كرَّمت الجائزة ودعَّمت جهود كبار القادة ونشطاء المجتمع، ونخُصُّ منهم بالذِّكر الأمينَ العام للأمم المتحدة ومنظمات شعبيَّة في أوروبا وهايتي.

ولفت الأمين العام إلى أن مجلس حكماء المسلمين كان -ولا يزال- يدعو إلى التعايش السلمي في لقاءاته مع كبار ممثلي الحكومات والمنظمات النشطة بين الحكومات؛ من خلال حثِّ المسؤولين على تفضيل السلام على الصراع، ومتابعة الدبلوماسية القائمة على الدين؛ التي تدمج ديناميات العقيدة الدينية في جهود إرساء السلام الدولي لتحقيق المصالحة بين أطراف النزاعات، مشيرًا إلى أن مجلس حكماء المسلمين نظَّم في وقت سابق هذا العام حدثًا لمناقشة وثيقة الأخوة الإنسانية وقِيَمها مع سفراء الاتحاد الأوروبي وممثليه في أبو ظبي، وكان الحَدَثُ بمنزلة فرصة للدبلوماسيين لتعميق المعرفة حول النهوض بالأخوة الإنسانية على نطاق عالمي وفي أوروبا. 


وأشار المستشار عبد السلام إلى أنَّ وثيقة الأخوة الإنسانية تمثل صفحة جديدة تُسَطَّر في كتاب الإنسانية، وبدايةً جديدة يحُلُّ فيها التعاونُ مَحلَّ الصراع، وتسود المعرفة على التحيز، ولم تعد الثقافات والخلفيات والمعتقدات المختلفة تمثل تهديدًا، موضحًا أن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر يصف الأخوةَ الإنسانية بأنها "المبدأ الذي شرعه الله لضبط العلاقات بين مختلف الشعوب". كما يصفها قداسة البابا فرنسيس الأخوة الإنسانية بأنها "الأفق الجديد للإنسانية"، لذا فإننا يجب علينا جميعًا التكاتف من أجل كتابة هذا الفصل الجديد من تاريخ البشرية؛ حيث نقف يدًا بيدٍ، ونبني جسور التواصل على جادة الطريق نحو مستقبل أفضل.


وفي ختام كلمته وجَّه الأمين العام الشكر للجهات القائمة على تنظيم هذا المؤتمر، وفي مقدمتها وزارة الخارجية التشيكية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومعهد العلاقات الدولية، ومؤسسة آنا ليند.


ذات صلة

بيانات صحافية

نشرتنا البريدية